إذا أغلقت إيران مضيق هرمز.. ما الذي سيحدث للعالم بعدها؟
بين الخليج العربي وبحر عُمان، يمتد شريان نفطي حيوي يُغذي العالم بأكثر من ربع صادراته من النفط ومشتقاته.
إنه مضيق هرمز، الذي بات اليوم تحت مجهر العالم، بعد أن لوّحت إيران بإغلاقه في تصعيد غير مسبوق ردًا على الهجمات الإسرائيلية.
هل تفعلها طهران وتُشعل فتيل أزمة اقتصادية عالمية؟ ماذا سيحدث إذا أُغلق هذا الممر البحري الذي لا ينام؟ وماذا عن أسعار النفط وسلاسل التوريد وحركة التجارة الدولية؟
لا تفوّت قراءة: لابوبو تشعل الترند وتفتح صندوق الذكريات: 7 دمى لا تُنسى من طفولتنا!
مضيق هرمز.. الشريان النفطي الأخطر في العالم

يقع مضيق هرمز بين سلطنة عُمان وإيران، ويمثل ممرًا مائيًا استراتيجيًا يربط الخليج العربي بخليج عُمان وبحر العرب، ويعبر منه ثلثا الإنتاج النفطي الذي يستهلكه العالم.
ومن حيث الأهمية الاقتصادية، يُعد المضيق أكثر ممرات الطاقة حيوية على مستوى العالم، نظراً لكمية النفط الضخمة التي تمر عبره يوميًا.
وفقًا للإحصاءات، يُضخ ما يقرب من 90% من صادرات نفط الخليج العربي من خلال هذا الممر البحري الضيق.
كما نقلت ناقلات النفط حوالي 20 مليون برميل يوميًا عبر مضيق هرمز في عام 2022، ما يعادل خُمس الإمدادات النفطية عالميًا.
إضافة إلى ذلك، تمر من خلاله نسبة 20% من صادرات الغاز الطبيعي المُسال، ما يجعله طريقًا لا غنى عنه في التجارة العالمية للطاقة.
ومع محدودية البدائل البرية والبحرية، تُصبح أي محاولة لإغلاقه بمثابة زلزال اقتصادي يضرب سوق الطاقة العالمي.
لا تفوّت قراءة: إيران ترفع الراية الحمراء “علم الثأر” بعد الهجوم الإسرائيلي.. ما الذي كُتب عليها؟
أين يقع مضيق هرمز؟
يقع مضيق هرمز بين إيران وعُمان، ويربط الخليج العربي شمالًا بخليج عُمان وبحر العرب جنوبًا، مما يمنحه أهمية جغرافية واقتصادية كبرى.
يبلغ عرضه الإجمالي 33 كيلومترًا، لكن ممري الدخول والخروج لا يتجاوزان 3 كيلومترات فقط، ما يجعله عرضة للتعطيل بسهولة.
تعتمد السعودية، إيران، الإمارات، الكويت، والعراق على المضيق لتصدير غالبية نفطها الخام، خاصة نحو الأسواق الآسيوية الكبرى.
تحاول الإمارات والسعودية تطوير طرق بديلة لتجاوز الاعتماد الكلي على هذا الممر البحري الاستراتيجي.
أما قطر، أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، فتنقل معظم صادراتها عبر المضيق، ما يمثل ربع الاستهلاك العالمي من الغاز المُسال.
لا تفوّت قراءة: الجيش الإيراني أم الإسرائيلي؟ مقارنة القدرات الجوية والبرية والنووية بين إسرائيل وإيران
مضيق هرمز.. بؤرة صراع منذ عقود
عبر التاريخ، لم يكن مضيق هرمز مجرد ممر مائي بل ساحة مفتوحة للصراعات الجيوسياسية بين الشرق والغرب.
في عام 1973، أُوقف تصدير النفط عبره إلى أميركا وأوروبا ردًا على دعمهم لإسرائيل خلال حرب أكتوبر. ومنذ ذلك الحين، بقي المضيق نقطة توتر دائمة، خاصة في المواجهات بين إيران والدول الغربية.
لا تفوّت قراءة: أفضل 10 شواطئ مجانية في دبي وأبوظبي.. متعة البحر بلا تكلفة دون إنفاق درهم واحد
تهديدات متكررة… ولكن دون تنفيذ
لوّحت إيران مرارًا بإغلاق مضيق هرمز في وجه العالم، خاصة خلال أوقات التوتر الجيوسياسي والتصعيد النووي.
في عام 2018، هدد إيران بقوة بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وعودة العقوبات الأميركية على طهران.
وسبق ذلك تهديد مشابه بين عامي 2011 و2012، حين حذرت إيران من إغلاق المضيق ردًا على عقوبات غربية محتملة على صادراتها النفطية.
ورغم نبرة التهديد، لم تُقدم إيران حتى الآن على تنفيذ أي من تلك التحذيرات، ما يجعل الوضع الحالي أكثر ترقبًا وخطورة.
لا تفوّت قراءة: فساتين البحر الصيفية 2025: كيف تختارين إطلالتك على الشاطئ مستوحاة من نجمات الفن؟
تداعيات كارثية إذا أُغلق مضيق هرمز
قفزات هائلة في أسعار النفط
أي تهديد حقيقي بإغلاق المضيق سيدفع أسعار النفط والغاز إلى الارتفاع الصاروخي، ويُربك الأسواق التي تعتمد على استقرار تدفق الطاقة.
شلل في التجارة العالمية
أكثر من ثلث صادرات النفط البحرية تمر عبر مضيق هرمز. تعطيله يضرب سلاسل الإمداد، ويؤثر مباشرة على آسيا، المستهلك الأكبر لنفط الخليج.
دول الخليج في قلب العاصفة
رغم عدم تدخلها المباشر، فإن دول الخليج ستتضرر. صادراتها ستتوقف، ومنشآتها قد تُستهدف إذا اتسعت دائرة التصعيد العسكري.
تصعيد أمني إقليمي محتمل
إغلاق المضيق قد يستدعي تدخلًا عسكريًا دوليًا. وقد يُشعل المنطقة بالكامل، خاصة مع احتمالية انضمام الحوثيين لإغلاق باب المندب.
لا تفوّت قراءة: رأس شقير على ساحل البحر الأحمر كنز يعاد استكشافه.. ما أهميتها وما الصكوك السيادية؟
هل هناك بدائل لمضيق هرمز؟

رغم أهمية مضيق هرمز، تسعى بعض دول الخليج لإيجاد طرق بديلة لتأمين صادراتها النفطية بعيدًا عن التهديدات الجيوسياسية.
السعودية تعتمد على خط أنابيب الشرق-الغرب، الذي ينقل النفط من المنطقة الشرقية إلى ميناء ينبع على البحر الأحمر غرب المملكة.
أما الإمارات، فأنشأت خط أنابيب حبشان–الفجيرة، لنقل النفط من حقولها إلى ميناء الفجيرة الواقع خارج مضيق هرمز.
ويمتلك العراق خط أنابيب قديم يمر عبر الأراضي التركية، يُستخدم لنقل جزء من صادراته النفطية نحو أوروبا. وفي المقابل، تدرس السعودية تعزيز قدراتها التصديرية عبر البحر الأحمر لتقليل اعتمادها على مضيق هرمز.
لا تفوّت قراءة: أبرز 10 ملاعب بادل في قلب القاهرة.. اكتشف أماكن اللعب الأقرب إليك!
الصين تتصدر مشهد النفط.. تغيّر جذري في خريطة التجارة العالمية
شهدت صادرات نفط الخليج إلى الولايات المتحدة تراجعًا حادًا بنسبة 72% بين عامي 2001 و2022، وفقًا لموقع «إيكونوفيس» الاقتصادي.
كما انخفضت صادرات النفط من الخليج إلى الاتحاد الأوروبي بنسبة 37% خلال الفترة ذاتها، وسط تغيّر في أنماط الطلب العالمية.
في المقابل، ارتفعت واردات الصين من نفط الخليج بنسبة غير مسبوقة بلغت 800%، من 630 إلى 5800 ألف برميل يوميًا.
وفي عام 2022، استوردت الصين أكثر من 30% من نفط الخليج، مقارنة بـ4.1% فقط للولايات المتحدة و8.1% للاتحاد الأوروبي.
وشكل نفط الخليج 55% من واردات الصين، مقابل 12% للولايات المتحدة و15% للاتحاد الأوروبي في العام ذاته.
تُعد الصين الآن أكبر مستورد للنفط عالميًا، حيث استحوذت على 23% من الواردات العالمية في عام 2022 وحده. كما تُعد الصين الشريك التجاري الأكبر لإيران، والمستورد الأول لنفطها، حيث تستحوذ على نحو 75% من صادراتها النفطية.
بلغت واردات الصين من الوقود المعدني 535 مليار دولار عام 2022، بينها 366 مليارًا خُصصت للنفط الخام فقط.
وأدى هذا الاعتماد الضخم إلى تسجيل الصين عجزًا تجاريًا بلغ 470 مليار دولار في قطاع الوقود ومنتجاته. وشهدت تجارة الخليج مع الصين نموًا هائلًا بنسبة تفوق 2700% بين عامي 2001 و2022، ما يعكس تحولًا استراتيجيًا.
علاوة على ذلك، بلغت التجارة الخليجية مع الصين 385 مليار دولار في 2022، مقارنة بـ219 مليارًا مع الاتحاد الأوروبي و95 مليارًا مع الولايات المتحدة.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.